أهمية فيتامين د النفسية لجسم الإنسان
تعتبر الفيتامينات من أحد العناصر الغذائية التي يحتاجها جسم الانسان يوميا لنموه وتطوره بشكل طبيعي، فهي تشكّل جزءاً حيوياً من النظام الغذائي السليم والصحي ولكل نوع من الفيتامينات وظائف محددة؛ لذا إن كانت معدلات بعض أنواع الفيتامينات في الجسم متدنية، يمكن أن يصاب المرء بمرض ناتج عن عوز أو نقص، كما يمكن أن تساعد بعض الفيتامينات على تفادي مشاكل طبيّة أفضل طريقة للحصول على كميات كافية من الفيتامينات تقضي باتباع نظام غذائي متوازن يشمل مجموعة متنوعة من الأطعمة.
وعن فيتامين د بالتحديد أشارت التقديرات الرسمية، أن حوالي مليار شخص في العالم يعاني من نقص أو عوز فيتامين د، والأفراد المعرضون لخطر الإصابة بنقص فيتامين د هم الأشخاص الذين يعيشون بعيدًا عن خط الاستواء، والأشخاص الذين يعانون من مشاكل طبية. (مثل السمنة وأمراض الكبد والأمراض البطنية وأمراض الكلى) وكبار السن والأشخاص ذوي البشرة الداكنة.
ووفقًا لنتائج الدراسة الاستقصائية الوطنية لفحص الصحة والتغذية في إيطاليا، التي فحصت أكثر من 15000 بالغ، فإن الأفراد ذوي البشرة الداكنة لديهم مستويات أقل من فيتامين د. لأن المستويات المرتفعة من الميلانين في جسمك تمنع امتصاص فيتامين د. وهذا يحدث عادة عندما يتعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية التي نجدها في الطبيعة على شكل ضوء الشمس.
سنوضح فيما يلي كيف أن أعراض نقص فيتامين د النفسية هي حالة يمكن أن يعاني منها أي شخص، وكيف أنها تؤثر بشكل مباشر على حالة الإنسان وصحته.
ما هي أعراض نقص فيتامين د النفسية
بغض النظر عن أسباب نقص فيتامين د، فإن له عواقب طبية ونفسية خطيرة. كل نسيج في جسم الإنسان مجهز بمستقبلات هذا الفيتامين، يمكن أن نجدها، على سبيل المثال، في الدماغ والقلب والعضلات وجهاز المناعة. وهذا يعني أن فيتامين د عنصر حيوي لعمل جسم الإنسان على جميع المستويات.
علاوة على ذلك، فيتامين د هو الفيتامين الوحيد الذي يكون هرمون في نفس الوقت. بمجرد نقله من خلال الطعام أو امتصاصه (توليده) من خلال الجلد، يتم نقل فيتامين د إلى الكبد والكليتين حيث يمكن أن يتحول إلى شكله الفعال من الهرمون.
كهرمون، يساعد فيتامين د على امتصاص الكالسيوم، مما يساعد على بناء عظام وأسنان وعضلات أقوى.
اكتشف الباحثون مستقبلات فيتامين د على مجموعة من الخلايا الموجودة في الدماغ، في نفس المناطق ذات الصلة بالاكتئاب.
الاضطراب العاطفي الموسمي ( SAD )، هو اضطراب المزاج الذي يظهر أعراض مميزة للاكتئاب، وهو يحدث في المقام الأول في الأشهر الأحلك من العام، عندما تكون أشعة الشمس نادرة، وبالتالي بالتزامن مع انخفاض حاد في مستويات فيتامين د عند الكائن الحي.
وقد اقترحت العديد من الدراسات أن أعراض الاضطراب العاطفي الموسمي قد تكون نتيجة لتغيير في مستويات فيتامين D3، والتي يمكن أن تؤثر على مستويات السيروتونين في الدماغ.
ما هي الكمية الطبيعية لفيتامين د في الجسم؟
لعدة سنوات، تم قبول 20 نانوغرام / مل من فيتامين د في الدم كحالة طبيعية، ولكن في يومنا هذا، يعتبر العديد من الباحثين والأطباء هذه المستويات ضعيفة. في الواقع ، يجب ألا تقل المستويات الطبيعية عن 30 نانوغرام / مل، بل إنها أفضل إذا كانت تتراوح بين 50 و 75 نانوغرام / مل. في حالة المرضى ذوي المستويات المنخفضة، من الجيد اقتراح ملحق بين 2000 و 10000 وحدة دولية. من المهم ملاحظة أن تناول مكملات فيتامين د يتطلب فحوصات مستمرة لمستوياته في الدم بعد بضعة أشهر.
وعلى الرغم من أن مكملات فيتامين د قد تحسّن المزاج، إلا أن فيتامين د ليس سوى جزء صغير ولكنه مهم من العلاج، حيث يمكن أن يكون الاكتئاب ناتج عن عدد لا يحصى من الأسباب. ومع ذلك، فقد ثبت في حالات مختلفة أن نقص فيتامين د يمكن أن يضر ويطيل شفاء الاكتئاب.
هناك العديد من الدراسات القادرة على تأكيد هذه الصلة بين المستويات المنخفضة من فيتامين د والأمراض العقلية. يقدم هذا البحث أدلة لا لبس فيها على أن تحسين مستويات فيتامين د يمكن أن يحسن الحالة النفسية بطريقة إيجابية.
أعراض نقص فيتامين د النفسية تمتد إلى أبعد من الاكتئاب. حتى انفصام الشخصية، في الواقع، يترافق هذا المرض مع مستويات منخفضة بشكل غير طبيعي من فيتامين د. حيث قام الدكتور جون ماكغراث، من جامعة كوينزلاند في أستراليا، بفحص 424 طفلاً أصيبوا بانفصام الشخصية. ووفقًا لأبحاثه، فإن الأطفال الذين يولدون في الشتاء أو خلال فصل الربيع، أي عندما تكون مستويات فيتامين د عند الأمهات في حدها الأدنى، حيث يكون لديهم مخاطر أكبر للإصابة بمرض انفصام الشخصية.
تم النشر سابقاً بتاريخ: فبراير 11, 2019 @ 11:48 صباحًا
اترك تعليقاً