ماهي العلاقة بين جراحات السمنة والشفاء من السكري؟

ماهي العلاقة بين جراحات السمنة والشفاء من السكري؟

علاقة السمنة بمرض السكري

لا شك أن السمنة ومرض السكري خطران يهددان من يعاني بهما ولكن هل علاج السمنة وفقدان الوزن يساهم في علاج السكري وضبط مستوياته فكلنا يعلم أن ضبط مستويات السكر تعتمد في المقام الأول على الغذاء الصحي السليم ولكن هل بالفعل تساعد جراحات السمنة في السيطرة على مرض السكري هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال فتابعونا.

 بينت عدة دراسات ان عمليات السمنة (مثل تكميم المعدة وتحويل مسار الامعاء) من الطرق الفعالة في خسارة الوزن وعلاج جميع امراض الايض، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر.

فرص الشفاء من السكري بعد عمليات السمنة

ولكن تعتمد درجة الشفاء من مرض السكري بعد هذه العملية على المدة التي عاناها الجسم من هذا المرض. بحيث تتضاعف فرصة الشفاء من السكري بعد عملية علاج السمنة، ان قلت فترة الاصابة عن خمس سنوات.

وللعلم، فقد بينت دراسة علمية كبيرة ان فقدان الوزن وعلاج السمنة بالطرق غير الجراحية خلال السنوات الخمس الاولى من الاصابة بالسكري يضاعف فرصة الشفاء منه ايضا.

ولتأكيد دور الحمية الغذائية والوزن في مرض السكري، فقد نشرت مجلة لانسيت الطبية مؤخرا دراسة بينت عدم جدوى العلاج الدوائي للسكري ان لم يرافقه اتباع حمية غذائية صحية وعلاج السمنة.

وقارن بحث من جامعة كاتوليكا الإيطالية ما بين الأدوية المعروفة لعلاج داء السكري وجراحة علاج السمنة لتقييم فائدة كل طريقة منهما في تحسين وظائف القنوات الهضمية، وخلصت الى أن العملية الجراحية التي تقلل حجم المعدة والأمعاء لا تسبب نقصا في امتصاص الطعام فقط، بل تغييرا هرمونيا يساعد على اتزان السكر في الدم.

وعلق أستاذ الجراحة فرانشيسكو روبينو لبي قائلا في لقاء له في «بي سي نيوز»: «معظم الخاضعين لجراحة علاج السمنة نجحوا في الوصول إلى التحكم الأمثل في مستويات السكر في الدم رغم تناولهم عقارا واحدا أو عدم تناول أي عقاقير. اما الذين استمر لديهم داء السكري، فإنهم يتمتعون بقدرة أكبر على الحفاظ على اتزان مستويات سكر الدم». وأضاف قائلا «هذه العملية تعتبر آمنة، وفعالة لما يتعلق بالسيطرة على مستوى السكر في الدم، واعتقد ان تزايد الاقبال على جراحات علاج السمنة من العوامل التي ستقلل من معدل الوفيات الناتجة عن السكري».

كيفية الشفاء من مرض السكري

وفي السياق ذاته قال الدكتور فهيم علي البسيوني، أستاذ جراحة المناظير بكلية طب قصر العيني، إن السكري مرض مزمن ليس له علاج نهائي، وإنما يحدث له نوع من الخمول والهدوء، والعلاج الدوائي بكافة أنواعه لا يعطي شفاء من السكري، ولكن يقوم بضبط نسبة السكر في الجسم.

وأضاف «البسيوني» أن الجراحة هي الوسيلة الوحيدة التي تمكنا من الحصول على شبه شفاء لمرضى السكر من النوع الثاني، بمعنى استغناء المريض عن الأدوية بعد خمول المرض.

وأشار إلى وجود نوعين من السكر، النوع الأول ليس له علاقة بعمليات السمنة، أما النوع الثاني يفرز فيه الجسم الإنسولين لكن توجد مقاومة داخل الجسم تمنع إفرازه بشكل طبيعي، وعمليات السمنة بكافة أنواعها تساعد على تقليل هذه المقاومة.

جراحات السمنة وضبط السكر

وأكد «البسيوني» أن أبرز جراحات السمنة التي تفيد في ضبط السكر هي عمليات تحويل المعدة ويليها عمليات تكميم المعدة، ولها القدرة على علاج بعض حالات السكر وليس جميعها، وإذا كان المريض ذكر ووزنه زائد ومريض منذ 10 سنوات ويتناول علاج الإنسولين يكون من الصعب شفائه، وإذا كانت تلك الشروط غير موجودة وأجرى العملية بعدها يستغني المريض عن العلاج ويُشفى من السكر.

لفت «البسيوني» إلى ما يحدث للمريض عقب جراحة السمنة ويؤدي إلى تماثله للشفاء، يعتمد على تغيير في السلوك الغذائي والحركي للمريض بمعنى أن المريض الذي يقوم بعمل «دايت» قوي جدًا يتمكن من ضبط السكر في جسمه، وأيضًا من يمارس أنشطة رياضية. وأشار «البسيوني» إلى أن جانب فقدان الوزن يقلل احتياجه للإنسولين، وهذا في حد ذاته جيد، وهناك ما يسمى بمقاومة الجسم للإنسولين وتلك العمليات لها تأثير مباشر على بعض هرمونات الجهاز الهضمي وتخرج لتقلل مقاومة الجسم للإنسولين في حل إجراء العملية، وأيضًا التغيير في نمط البكتريا الموجودة في الأمعاء، وهذا في حد ذاته يحسن من أداء الإنسولين .

تم النشر سابقاً بتاريخ: فبراير 12, 2019 @ 4:02 مساءً

Share this post

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *