متى يتم اللجوء لعمليات التجميل ؟
تبحث المرأة دوما عن مواطن الجمال فيمن حولها وتعشق أن تكون هي أيضًا موطن جمال لمن حولها ، لذلك تسعى بكل الطرق والسبل في إتباع الطرق التجميلية التقليدية التي ربما تُجدي نفعًا معها ، ولكن في المقابل قد لا تُجدي نفعًا مع غيرها من النساء ، لذلك تم اكتشاف علم التجميل ليكون في البدية هو الحل السحري لإصلاح أو إخفاء أو حتى التقليل من الضرر الذي أصاب أحد أعضاء الجسم الظاهرة ، ومع بدايات القرن العشرين انتقل الغرض من عمليات التجميل من إصلاح الأضرار إلى محاولات حثيثة لزيادة كمال الأعضاء السليمة بالفعل من الناحية الجمالية ،ولنغوص أكثر في بحر عالم التجميل تابعونا في هذا المقال.
ما المقصود بعمليات التجميل ؟
عمليات التجميل هي طريقة تجميلية قد تكون جراحية أو غير جراحية و تهدف بالأساس إلى تصحيح وترميم العيوب الخلقيَة التي تولد مع الإنسان أو العيوب المكتسبة التي تظهر جرَاء الحوادث إذا هي ضروريَة لبعض الحالات وتكميليَة في حالات أخرى كجراحات تجميل عضو واحد من الوجه أو الجسم بهدف تحسين مظهره قليلا وهذا النَوع من العمليَات يعتبر تكميليَا لا ضروريا، وقد تبين من الإحصائيات الرسمية أن العمليات التجميلية الأكثر رواجاً في العالم العربي والغربي على حدَ السَواء هي تكبير الثَدي وشفط الدهون وحقن الشفاه، الوجنتين والوجه عموما بالبوتكس إضافة إلى جراحة تجميل الأنف والذقن .
ومن جانبها كشفت الجمعية الأمريكية لجراحات التجميل عن تقارير طبية قديمة تبين من خلالها أن هناك إقبالا مرعبا على تقنيات البوتكس والفيلر مقارنة بالعامين 2011 و 2016 حيث يظهر فرق الزيادة بنسبة 87 % وهي نسبة مرتفعة جدا لم تشهدها الاعوام السابقة من قبل .
الفرق بين عمليات التجميل وعمليات الترميم وعمليات التشوّهات الخلقية
عمليات التجميل وبشكل مبسّط هي جراحة تقوم على تجميل عضو أو أعضاء من جسم الإنسان، أمّا عملية الترميم فهي الجراحة التي تعيد بناء الشكل وتقوم على ترميم عضو من أعضاء الجسم، وعادةً ما يكون لها ضرورة قصوى إذ تؤثّر بشكل مباشر وغير مباشر في حالة الإنسان النفسية، وبالنسبة لعمليات التشوّهات الخلقية، فهي مجموعة من العمليات التي ترمّم تشوّهات موجودة عند الإنسان منذ ولادته.
متى يتم اللجوء إلى عمليات التجميل ؟
يتم اللجوء إلى عمليات التجميل لأسباب متعددة منها:
الأسباب النفسيَة والمادية وراء عمليات التجميل
يؤكَد خبراء التجميل أنَ الأسباب وراء اللجوء لعمليات التجميل مختلفة ومتنوَعة فهناك الدوافع الشخصيَة التي لها علاقة بالإنسان ودرجة ثقته بنفسه وإرتياحه مع جسده وتقبَله له وهناك أسباب إجتماعية وإقتصاديَة وهي الرغبة في التميز الاجتماعي والنَجاح حيث كشفت الإحصاءات التي أنجزتها إحدى المعاهد البريطانيَة للإحصاء أنَ العديد من الأشخاص برروا لجوئهم إلى عمليَات التَجميل لنيل القبول الإجتماعي والحصول على وظيفة الأحلام حيث تبيَن أنَ الجمال يلعب دورا أساسيا وعنصرا مساعدا لتحقيق هذه الأهداف ،فحسب.
وقد تبين من هذه الإحصاءات أن راتب النساء الجميلات يزيد بما يقارب 15 بالمئة عن النساء الأقل جمالا العاملات في المؤسسَة ذاتها ونفس الشيء بالنسبة للرجال الذين يتمتعون بالوسامة عن غيرهم من الرجال الذين يعتبرون أقل وسامة مقارنة بهم .
وفي هذه النَقطة بالتَحديد يربط الخبراء الرغبة في إجراء عمليات التَجميل بالصورة التي يرغب هؤلاء أن يظهروا عليها امام الآخرين .
الأسباب العلاجيَة وراء عمليات التجميل
حسب علماء النفس غالبا ما تكون أسباب عمليات التجميل علاجيَة بالأساس حتى وإن كان الشَخص لا يشكو من عيب فعلي في العضو المرغوب تغييره إلاَ أنَ المشكلة تكمن في عدم تقبَل هذا الشَكل و الشعور بقلة الثقة جرَاء ذلك فتصبح عملية التجميل طريقة علاجيَة بحتة لنفسيَة المريض لتعزيز شعوره بالراحة والثقة وهذا النَوع من الأسباب نجده عند الأشخاص الذين يرغبون خاصة في تجميل الأنف ، تكبير الشفاه ،تكبير او تصغير الثدي وروَاد جراحات السمنة.
من جهتهم يرى أغلب الأطباء أنَ عمليَات التجميل ضرورة لا نقاش فيها عند الأشخاص الذين يعانون من مجموعة من العيوب الخلقيَة على غرار الشفاه الأرنبيَة، الفك المرتخي لأنَها عمليات جراحيَة تستدعي عمليَات تجميليَة تكميليَة خاصَة وأنَ شقوقها تترك آثارا واضحة على الوجه وهذا النَوع من العمليَات المزدوجة غالبا ما نجده في جراحة الوجه والفكين ،وتعطي هذه العمليَات نتائج مميَزة تغيَر واقع المريض تماما وتمنحه السَعادة والعلاج في نفس الوقت .

السبب وراء انتشار عمليات التجميل
انتشرت موضة الإقبال على عمليات التجميل خصوصا خلال السنوات الأخيرة الماضية وذلك بسبب :
تطور تقنيات الطب بشكل كبير حيث يعتبر هذا العامل هو العامل الأساسي فمع تطور التقنيات وكذلك ظهور أساليب تقلل مخاطر هذه العمليات إلى أدنى حد ممكن، مثل اكتشاف المطهرات والمعقمات ووسائل التشخيص مثل الأشعة وأجهزة الفحص، وكذلك اكتشاف بنج التخدير الذي مكن الأطباء للمرة الأولى من إجراء الجراحات بدون ألم على الإطلاق، مع كل هذه العوامل أصبح من الممكن إجراء الكثير من هذه العمليات بشكل أسهل كثيراً من الماضي.
كذلك تأثر عدد كبير من السيدات بنجمات التلفزيون ورغبتهن في تقليدهن.
أيضا الخوف من شبح التقدم بالعمر وظهور آثار اشيخوخة والتجاعيد تسببت في انتشار عمليات التجميل خصوصا بين النساء أكثر من الرجال.
الحياة الزوجية أيضا تسببت في انتشار عمليات التجميل حيث إنّ طريقة معاملة الزوج لزوجته ونظرته للجمال تؤثّر أيضاً في نفسيّة المرأة، وقد تجعلها تخضع إلى جراحات تجميلية لتبقى جميلة بنَظره.
وأخيرا ارتفاع مستويات المعيشة أيضا حيث لم يعد اهتمام الناس محصوراً بتوفير الطعام والشراب والمأوى، بل برزت اهتمامات كانت تعتبر ثانوية في ما مضى، مثل الإهتمام بشكل الجسم والمظهر
فوائد اللجوء إلى عمليات التجميل
لجوء معظم النساء والقليل من الرجال إلى عمليات التجميل يحمل في طياته مزيدا من الفوائد التي يمكن ذكرها في التالي:
نتائج عمليات التجميل تمكن الشكل الخارجي من أن يفتح آفاقاً جديدة على الصعيدَين الاجتماعي والمِهَني، أو أن يُغلقها.
يمكن لعمليات التجميل معالجة بعض المشاكل الزوجية التي يكون سببها الرئيسي فقدان الإعجاب بين الزَوجَين.
الإعجاب وحبّ الذات هما أيضاً من حسنات عمليات التجميل، لكن شرط ألّا يتحوّل هذا الحبّ إلى هَوَس أو نرجسية.
مخاطر عمليات التجميل
رغم الفوائد والأهمية التي تحملها عمليات التجميل إلاَ أنَ الإفراط في إجراء عمليات التَجميل قد يقلب الموازين فتصبح النَتائج عكسيَة وغير مرضيَة.
عمليات التجميل ليست دواءً للثقة بالنفس، كونها ذات هدف تَرميمي. أمّا تلك التي تعتمد على إعادة رسم الجسم وتساعد على التخلّص من العيوب الخلقية أو الخارجية فيه، فيمكنها أن تعيد بناء ثقة الانسان بنفسه.
تكمن خطورة العمليات التجميلية أيضا بدخول المرأة في دوّامة من الجراحات التي لا تنتهي حتى تصبح عمليات التجميل هوسا حقيقيا يراودها يوميا.
تم النشر سابقاً بتاريخ: مارس 20, 2019 @ 6:08 مساءً
اترك تعليقاً